"أهم شراكة ينبغي النجاح فيها هي الشراكة الزوجية"
عبد الباسط الحمادي
من تمام العقل واكتمال النضج وعلامات الحكمة عدم الإقدام على أي مشروع قبل فهم ماهيته ومتطلباته. هذا إذا كان مشروعا مؤقتا، ويمكن الخروج منه في أي وقت، فما بالك بالزواج الذي لا يُعتبر مشروعا فحسب، لأن المشروع -وفقا لإدارة المشاريع- له بداية ونهاية، أي مدة زمنية محددة، أما الزواج فمبنيٌّ على التأبيد، وغير مقيد بمدة محددة!
إن الزواج -بدون أدنى شك- شراكة استراتيجية بامتياز، وعلاقة ممتدة طول العمر، وعدم النجاح فيه قد يُنذر بفشل يُنغّص بقية العمر، أو اللجوء إلى الطلاق وتبعاته السلبية على الطرفين، وربما حتى على الأطفال إذا ما رُزق الزوجان بالذرية خلال هذا الزواج الفاشل.
إن الشراكات، وخصوصا الاستراتيجي منها، تتطلب دراسة تفصيلية وفهما عميقا للموارد المطلوبة والقدرات الأساسية التي لا مناص منها، ولا بديل عنها، ومن ثم التأكد من مدى توفر هذه الموارد وتلك القدرات لديك.
أما الشراكة الاستراتيجية في سياق الزواج، فتُعتبر ارتباطا وثيقا بشخص ستقضي معه بقية عمرك، وعليك أن تتأكد من أنه فعلا الشخص المناسب لهذه الشراكة المصيرية.
ولكن قبل ذلك، عليك أن تُحدد ماذا تحتاج من هذا الشريك، وما هي الإضافة التي تريده أن يُقدّمها لهذه الشراكة، وما هي مواصفاته الشخصية بكل تفاصيلها، وما هي دوافعه للشراكة، وهل قيمه ومبادؤه تتواءم مع قيمك ومبادئك، وهل لديه القدرات والمهارات التي من شأنها أن تُثري هذه الشراكة، أو تسد ثغرة لديك، وهل يستطيع أن يكمل معك النصف الآخر من الدائرة؟
أسئلة وجيهة ومحورية.. أليس كذلك؟
قال أحدهم أن الزواج الناجح هو ذلك الزواج الذي يظن فيه كل شريك سرا بأنه الرابح في الصفقة، وبالتالي فإن الشراكة الزوجية التي لا يشعر فيها كل طرف بأنه الرابح، تُعتبر شراكة غير عادلة، على الأقل لأحد الطرفين! فكل شراكة لا يكون فيها الطرفان قادرين على القيام بالمهام والمسؤوليات المناطة بكل منهما بفعالية، أو على الأقل بالقدر المطلوب، تعني إما تحمّل أحد الشريكين أكثر مما ينبغي، وأن العبء الأكبر مُلقى على عاتقه، وهذا طبعا منافٍ للعدل والمنطق، أو أنها تنذر بالفشل، وانهيار الشراكة، وانتهائها عاجلا أو آجلا، وذلك لأن الطرف الأقدر قد يتحمل لفترة معينة قد تتفاوت من شخص إلى آخر، ولكن في النهاية لكل إنسان قدرة محدودة قد ينفجر بعدها، ومن ثم نعود إلى المربع الأول. ولكن للأسف، هذه المرة قد لا نعود لوحدنا، ولا نعود كما كنا، بل ربما نعود مكسوري الخواطر والقلوب، أو محطمين نفسيا وماديا واجتماعيا، وربما معنا أطفال أبرياء لا ذنب لهم إلا لأننا قصّرنا في اختيار الشريك، وتزوجنا الشخص الخطأ الذي كان وبالا على هذه الشراكة!
ولكن، بالوعي والتخطيط يمكن أن نتفادى كل هذه المآسي، فالمنطق السليم يفرض علينا ضرورة الإلمام بأساسيات أي موضوع نتناوله، أو حدث نشارك فيه، أو وجهة نقصدها. ولا يوجد إنسان حكيم ينصح بالإقدام دون الأخذ بالأسباب والتعرف على طبيعة ومخاطر ومآلات هذه الخطوة، على الأقل لسببين رئيسيين:
أولا: حتى تكون لديك فكرة عن المضمون، والشروط، والمتطلبات، والموارد المطلوبة... إلخ، أي تفهم ما هو، وماذا يحتاج؟
وثانيا: حتى تتأكد من أنك مؤهل للقيام بهكذا خطوة، وجاهز لدفع ذلك الثمن الذي قد يكون أغلى ثمن تدفعه في حياتك!
ولهذا السبب صممنا لك دورة "البحث عن الكنز"، لأن كنزك الحقيقي هو نصفك الآخر، وشريك حياتك، وتوأم روحك، وفرحة عمرك، ومرآتك التي ستعكس أجمل ما فيك.
هذه الدورة تختلف عن غيرها من الدورات، فهي شاملة ومتكاملة، من الفكرة إلى الدُّخلة، بل وحتى شهر العسل.
وكجزء من الدورة، صممنا لك اختبارا ومقياسا مجانيا لتحليل الشخصية، فإذا أحببت أن تُجري الاختبار وتعرف نمط شخصيتك بالتحديد، اضغط هنا.
وأيضا يمكنك الحصول مجانا على "خريطة الكنز" وهي بمثابة خارطة طريق مبسطة توضح لك المراحل الرئيسية التي ينبغي اتباعها للوصول إلى شريك الحياة الأنسب لشخصيتك.
وإذا أعجبك هذا المقال فشاركه مع غيرك لتعميم الفائدة، ولا تنس الاشتراك معنا في قناة اليوتيوب، لكي يصلك كل جديد، وأيضا متابعتي على قنوات التواصل الاجتماعي عبر فيسبوك أو انستغرام أو تويتر وأيضا على لنكدإن.
عبد الباسط الحمادي